ميزان العدل!!

في بداية المعركة ظننت مع كثيرين ظنوا أننا الأفضل وأننا نستحق النصر ، لكنني أمسيتُ أشك في ذلك لسبب بسيط أننا لا نقيم العدل ، نحن نعدل إذا وافق ذلك ما نحب ، ونظلم ثم نبرر الظلم بتبريرات أشد فتكا من الظلم نفسه ولا نرى في ذلك حرجا
، لربما يعود السبب في أننا ظالمون إلى أشياء كثيرة منها ما أراه باستمرار من تربية على ذلك!
بدايةً يتصرف المجتمع مع (الآباء ، الكبار ، المربين ) بناء على مبدأ أسميه في نفسي مبدأ الابتزاز العاطفي ، و
هو أننا كمجتمع ذو سلطة عليك سنحبك أكثر مادمت لنا عونا ، ما دمت لنا خادما ، ما دمت لنا معطاء ،
بغض النظر عما نحن عليه من اعوجاج ، وإلا فأنت لست منا ، سنعاديك بطريقة أو بأخرى ما لم تعطنا ما نريد

أرى مجتمعي للأسف يطبق الآية التي تتردد في قلبي كثيرا جدا جدا منذ فترة ليست قصير ة

، يطبقون قوله تعالى ” ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ”
هم كذلك في كل شيء ، ليس في الصدقات فقط ، بل في كل صغيرة وكبيرة ،
ألاحظ ذلك ضاجاً في كل شيء ، الود أو السمعة الحسنة أو الرضى عنك مقابل أن تكون كما يرييدون لهم ، ،،إلا من رحم ربي ..
فيقوم الآباء بدورهم بتنشئة الصغار على ذلك ، ليس ذلك سيئا بالمطلق ، وعلى ذكر المطلق فإن ذلك يحتاج إلى تفصيل أيضا ،
النسبية في الأمور السيئة وهل الأمور السيئة نسبية أم أن السيء هو سيء ولا نسبيةُ في ذلك ، كالماء المعكر بالكاز أفيه نسبية أم أنه معكر ولا يصلح مطلقا ،،، ليس ذلك موضوعي الآن
فينشأ الصغار على الاعوجاج وعلى المحاباة وعلى تفضيل أولئك الذين يغرونهم (يلوحون لهم بالمدح ، الثناء ، …إلخ )على أولئك الذين يقولون الصواب لأنه أحق أن يتبع
فترى ميزان العدل في المجتمع أعوجا بل مقلوبا ،
من أتفه الأشياء إلى أكثرها تأثيرا (لذلك ترى أطنانا من الإعجابات لشيء كتبه أحد المشاهير بينما ما كتبه لا يوزن بمثقال ذرة ، وقليلا من الاعجابات على حديث شريف أو علم ينتفع به)
،بل ويصير أكثرها تأثيرا هو أكثرها مخاطبةً للهوى
لا للاستقامة ، متناسين قوله “اعدلوا هو أقرب للتقوى ” ونحن حفظة القرآن ، ويحي!

مضاعفات المرض /

1/ مجتمع ظالم = مجتمع يفر فيه المرء من أخيه ويلجأ إلى من لم تلده أمه وأبيه ، يتراوح الأمر من الإضراب في غرفة صغيرة إلى اللجوء السياسي !

2/مجتمع ظالم= استغلال واضح على أكثر من مستوى ، وأكثر من ذلك أيضا مما لم يسعفني به التفكر ولا التذكر .

إيمان ،بتاريخ نشره .

أضف تعليق